حضارة الغرب ....صور من حيوانية الإنسان المتحضر

0

لقد استدرجني الفضول لأنقب على تلك الميزة الباهرة التي جعلت حتى بنات أمة م !حمد حلمهم الوحيد الخروج من وحل أوطانهم حسب توصيفهن مثلهم كمثل شباب مهزوز الشخصية ضعيف لا يقوى أن يكون للحياة نظيرا ،و إن كانت المصوغات لهذا الحلم تافها يغطي ذلك الضعف الذي لا نريد أن نقر به أو تلك العقيدة الخاطئة التي نعتنقها ، و هنا لا أتحدث عن دين الرحمة حتى أبطل سهام من جعلوا من أنفسهم ورثة للأنبياء يكفرون و يؤمنون كيفما شاؤوا و متى شاؤوا ، و إنما أتحدث عن عقيدتنا في الحياة ، عقيدة الهروب إلى الأمام و عدم المواجهة ، عقيدة تاء التأنيث التي إن حضرت أخضعت الكبير قبل الصغير ، المتزوج قبل الأعزب .
لم يكن أمامي إلا التخلي عن رتابة أفكاري المملة لدى الجميع عن روح الشخصية القوية التي نحتاجها لنحقق لذوانا ذلك الحلم الذي نرتمي في أحضان الأغراب حتى يتجسد لنا ، فاستقليت قاربي لأبحر في محيطات الحضارة الغربية الحديثة التي يسوقها الإعلام و جميع الواردات عنها على أنها جنة الميعاد.و في كنف موج الحضارة الذي يمتطيه شبابنا تختفي كثير من قذارة هذه الحضارة المنمقة بروح الإنسانية و الوقار الذي مكنته للحيوان قبل الإنسان.فعلى أرض الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس تتعرض أكثر من 50% من الموظفات إلى التحرش الجنسي بنوعيه اللفظي و الجسدي ، أما في الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر قوة الإقتصاد العالمي الأولى لفترة طويلة لم يكن ينازعها على مكانتها أحد تفوح نتانة الإحتقار الذي تعانيه المرأة بجعلها كمجرد آلة لإشباع شهوانية الرجل بإقرار شريحة كبيرة من باحثيها في علمي النفس و الاجتماع بغض النظر عن الجنس الإلكتروني الذي أصبح شيوعا في كل ارجاء المعمورة حيث تتربع الولايات المتحدة على عرش الشعوب الأكثر مشاهدة للمنتجات الإباحية حيث بلغت مشاهدات هذه المواقع 800 مليار مشاهدة سنة 2015 و عائدات لاحدى الشركات المنتجة تجاوزت الـ100 مليار دولار سنويا ، بحيث تتجسد العبودية للإنسان بالممارسات التي تتعرض لها المشاركات في تلك الافلام بحيث يخضعن للابتزاز المادي و الاجتماعي و في كثير من الاحيان شتى انواع التعذيب النفسي و الجسدي بحسب مختصين في تقفي اثار تاريخ الصناعات الجنسية ، بحيث أضحت تسلط الضوء على ممثلات من دول اوروبا الشرقية اين الفقر المذقع و الظروف الاجتماعية القاسية .و بعيدا عن هذا المستنقع النتن و في مجال العلم أين تتناثر فضائح الاعتداءات الجنسية كذرات الاكسجين في الهواء بحيث يواجه عدد من المشرفين من الاساتذة على مذكرات التخرج و البعثات العلمية اتهامات بالاعتداء الجنسي بنوعيه اللفظي و الجسدي .أما الفضائح المالية أو الجنسية فلا حصر لها كان اخره فضيحة السيدة الأولى بأمريكا ميلانيا ترامب التي تضمنها الكتاب المثير للجدل في امريكا لكاتبه المستشار للرئيس الامريكي المقال بعد فضيحة الدعم الروسي لدونالد ترامب للصعود ، أين كانت تنتظر في كل لحظة و ثانية أن تخرج صورها العارية إلى العلن في الصحافة الأمريكية إبان الحملة الإنتخابية.
هذه بعض صور ما يشتهيه شبابنا اليوم بفعل واردات الحضارة التي صنعت في مخابر المؤسسات الإعلامية التي تعبر عن كم الحرية التي يتمتع بها الفرد الغربي ، لكن لا وجود لشيء إسمه حرية التعبير لأن الإعلام يخضع لتوجهات السياسات الخاصة بالجهات الممولة التي تديرها خلف الستار .م.عيادي

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق