العنف الأسري : أطـــفـال بـيـن مــد وجــزر

0

إن أهم هدف من أهداف تكوين أسرة  هو إنجاب أطفال ,هذه الشريحة المميزة التي نسعى لتربيتها ورعايتها وصقل مهاراتها إعدادا لها لمجابهة الحياة من جهة ولكي تسند عضدنا في مرحلة الكبر وإعالتنا من جهة أخرى .

هذا ما يبدو للوهلة الأولى غير أن حقيقة الأمر يعتريها العديد من التفاصيل المريبة التي غالبا ما يوجد طرف يتعمد مواراتها  أو يتظاهر بعدم إدراكه لها طبعا وكيف لا يفعل وهو يملك زمام التحكم في حياة هذا الطفل فبموجب سلطته عليه  كونه معيل أو ولي أمر, وصي أو حتى قائما عليه يجد لنفسه مختلف التبريرات  ليمارس عليه كل أنواع التهميش والتعذيب واللامبالاة دون الاهتمام بمدى تأثره وقابليته للأذى وما أن كان مذنبا بحاجة للتأديب أو  كونه بريء من الخطأ و التسبب له بضرر فادح على الصعيدين المادي والمعنوي  أو الإلقاء به إلى التهلكة بعدة صور كدفعه  للتسول أو التجارة به أو حتى دفعه للعمل حيث يتم استغلال 54%من الأطفال العاملين في أعمال شاقة فيما يعمل منهم 41% بصفة دائمة حيث تصل نسبة الذكور إلى 77% فيما تستغل الإناث بنسبة 23% بناءا على دراسة قامت بها شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل حول الاستغلال الاقتصادي للأطفال بحيث تم تحقيق مع 500 طفل في ستة ولايات هي:الجزائر العاصمة و سطيف و تيبازة و تيزي وزو وبرج بوعريريج  بين فترة مرجعية تمتد من أوت 2017 إلى غاية فيفري 2018 والتي أسفرت على نسبة 27%من الأطفال العاملين في السوق الموازية مجبرون على العمل ,فيما يختار 73%منهم العمل بمحض إرادتهم لتغطية مصاريفهم وأكدت الدراسة أن نسبة 56.20% من الأطفال الجزائريين العاملين محرومين من مزاولة الدراسة على المستوى الوطني بينما تحافظ نسبة 43.80% على مقاعدهم الدراسية ,وتقدر النسب العامة للأطفال العاملين على المستوى الوطني ب1.8 مليون طفل عامل  ، بينهم 1.3 مليون تراوح أعمارهم بين 6 و 13 سنة من ضمنهم 56% من الإناث و28% لا يتعدى سنهم الـ15 سنة، كما أن %4.15 أيتام فقدوا الأب أو الأم. فيما يعيش 1.52% ممنهم في المناطق الريفية ,وما سبق


يعتبر في حالات الخرق المباشر لحقوقه فهناك حالات أخرى تؤثر عليه تختلف عن سابقتها نذكر منها الصراعات الداخلية بين الوالدين وحالات الشقاق والطلاق  حيث سجلت أكثر من 68 ألف حالة طلاق على المستوى الوطني وتم تسجيل  7462 قضية تتعلق بإسقاط الحضانة من الأم المطلقة لدى زواجها من ر قريب غير محرم  بمعدل سنوي قدره 1244 قضية فصلت فيها المحاكم و المجالس القضائية "بأحكام  وقرارات نهائية" حيث أسقطت الحضانة بسبب إعادة  زواج الأم الحاضنة بغير قريب  محرم في 4386 قضية  بمعدل سنوي يبلغ 731 قضية سنويا و هو ما يعادل 58,78 % وهذه الآثار تخلف نتائج فضيعة, فأحيانا ما يستعمله الوالدين كأداة لكسر شوكة الآخر أو الانتقام من بعضهم البعض وصلت لحد نفي نسبه  أو قتله ونجد أيضا حالات التحايل لحرمانه من الميراث  وغيرها من حالات الاعتداء على الطفل ودعونا نسميها اعتداءات في إطار شرعي حيث تدفع به إلى الجنوح فلقد تم تسجيل تورط 5432 قاصر في قضايا الجنوح منهم 218 فتاة كما سجلت 2339حالة ارتكاب جرائم من قاصرين من أصل    4822قضية كان مناخ الأسرة عاملا لجنوحهم حسب ما جاء في تصريحاتهم في محاضر التحقيق حيث تراوحت طبيعة الجرائم التي يرتكبونها ب29 فيما يخص جرائم السرقة وهي فالصدارة يليها الضرب والجرح العمدي بما يفوق25 من بينها اعتداءات بالسلاح الأبيض  وكذا توقيف نسبة 23 بتهمة حيازة الممنوعات والمتاجرة بها وكذا الانتماء إلى جمعيات أشرار وهذه الأعداد   , وسجلت 36 ألف حالة لطفل مسعف ومشرد  وكذا 500الف طفل منحرف على المستوى الوطني  فان نجا هذا الطفل من هذا داخل أسرته التي يفترض أنها مصدر أمانه , ذخره ورخاءه يجد مجموعة الذئاب البشرية  في انتظاره خارج هذه المنظومة بين معتد ومغتصب ,شاذ وقاتل حتى شخص ارعن أهلكته مسؤوليات حياته يجد في هذا الصغير البريء متنفسا  حيث سجلت أزيد من 20 ألف حالة اختطاف أطفال اختلف مصيرهم بين قتل وتشويه واغتصاب وابتزاز ,إن كل هذه الأمور تأثر في سلوك  الطفل وتكوين شخصيته وبالتالي تصرفاته الحاضرة وفي المستقبل فلا يمكن التنبؤ بردة فعل هذا الطفل اتجاه كل حالة على حدة غير انه من المتوقع أن تكون سلبية في المجمل بين عنف وعقد نفسية ,فيتبخر نقاء هذا الأخير فإما يهلك أو يتقمص  إحدى الشخصيات السابقة .

                           حاطب كاتيا



لا يوجد تعليقات

أضف تعليق